الاتحاد الأوروبي: لا ندري من يتخذ القرارات في الجزائر ولا نرغب في دولة بنعلي بل في دولة القانون

الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

“نرغب في دولة القانون وليس دولة بنعلي”، بهذه الجملة فاجأ برلمانيون أوروبيون وفدا إعلاميا جزائريا زار مقر الاتحاد الأوروبي، وتساءل مسؤولون من الاتحاد عن الجهة التي تتخذ القرارات السياسية في ظل عجز الرئيس هل الجيش أم رجال الأعمال أم المخابرات.

وتناولت الصحافة الجزائرية يومه الاثنين 8 ديسمبر مضمون المباحثات والنقاش الذي جرى بين وفد إعلامي جزائري وأطراف أوروبية منها برلمانيون وخبراء ومسؤولون في المفوضية الأوروبية. وكان مضمونها القلق الذي يشعر به الاتحاد الأوروبي بعد مرحلة بوتفليقة. ولخصت جريدة الخبر الجزائرية هذه النقاشات في “مسؤولوه يقولون في السر ما يكتمونه في العلن: ما بعد بوتفليقة يؤرق الاتحاد الأوروبي”.

وتشكل هذ اللقاءات فرصة لمسؤولي الاتحاد الأوروبي النقاش مع الفاعلين الإعلاميين ليضعونهم في صورة الانشغالات الأوروبية وكذلك ليمرروا خطابات سياسية الى مسؤوليهم.

في هذا الصدد، ووفق ما تنقل الصحافة الجزائرية ومنها جريدة الخبر، أن برلمانيا أوروبيا خاطب الوفد بضرورة تحقيق الجزائر للانتقال الديمقراطي، متابعا“هناك من يرى الاستقرار على شاكلة نظام بن علي في تونس، لكن بالنسبة لي، الاستقرار الحقيقي هو دولة القانون”.

وتتجلى أشد الانتقادات تلك الصادرة عن مسؤول في مصلحة السياسة الخارجية عما يقلق الجانب الأوروبي حيال الوضع في الجزائر، حيث صرح بما يلي، حسب جريدة الخبر، “ما يقلقنا في الجزائر هو الانتقال، لأن الرئيس مريض وهذا ليس سرا، وأيضا كيف تؤخذ القرارات في الجزائر ومن يتخذها؟ لا ندري إن كان الرئيس أو رجال الأعمال أو الجيش أو المخابرات.. الوضع غامض وغير شفاف.. أنا أتكلم مع دبلوماسيين جزائريين، وحتى هم يقولون إنهم قلقون من المستقبل. هناك حالة شك”.

ويعود قلق الاتحاد الأوروبي الى ما قد شكله انهيار الجزائر أمنيا وسياسيا من فوضى خطيرة في شمال إفريقيا، فالجزائر حتى الآن تعتبر لاعبا محوريا في مساعدة الغرب على ضبط حالة اللاستقرار ليبيا ومالي ونسبيا في تونس التي بدورها لم تستقرا نهائيا سياسيا.

والقرب الجغرافي وأهميتها للاتحاد الأوروبي خاصة مصدرا لطاقة الغاز والبترول، يجعل انهيارها ضربة قوية لأوروبا في وقت ترم منه من أزمة اقتصادية وفي وقت تسعى فيه الى احتواء الإرهاب في شمال إفريقيا حتى لا ينتقل الى أراضيها.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password