تبرز العديد من الدراسات الأكاديمية و خصوصا التي انجزت في معاهد بحث تابعة للجامعة أو لمراكز دراسات في اوروبا أو الولايات المتحدة الامريكية، الاستثمار الفاعل للإسلام السياسي في وسائط الاتصال الحديثة سواء اكان في المغرب أو في العالم الإسلامي بالنظر إلى القوى السياسية الأخرى المنافسة لها في الفضاء العام، واظهر تاريخ الحركات الإسلامية الحديث، كيف كانت هذه ا لقوى تستثمر اداوت الاتصال الحديثة في تلك المراحل، لتنقل خطابها، أو تروج لمواقفها أو إيدولوجياتها، أو لتعزيز حضورها في المشهد العام.
وابرزت دراسات عدة من بينها تلك انجزها في العام 1994 الباحث الإيراني علي محمدي وزوجته البريطانية أنابيل سريبيرني في كتابهما:” وسائل اتصال بسطية وثورة كبيرة: الاتصال و الثقافة و الثورة الإيرانية “، وأظهرت هذه الدراسة الأكاديمية كيف أن شريط الكاسيت في اوخر السبعينيات لعب دورا حيويا في نجاح الثورة الإيرانية. واهتمت دراسات اخرى أيضا بارتباط جماعات دينية متطرفة كانت تجد في وسائل الاتصال سبيلا للتحايل على الرصد الامني وإيصال خطاباتها كما هو الشان مع الحملات الإعلامية لتتنظيم القاعدة.
وحسب دراسات اخرى فإن ما يجعل الإسلاميين، خصوصا في العالم العربي، يتملكهم وعي متقد لتبنى أداوت الاتصال الحديثة في كل مرحلة هو السعي في تجاوز المنع والتقييد الذي يكبل ممارساتهم الإعلامية والسياسية المفروض من السلطة الرسمية. ورصدت دراسة باحث مغربي آخر يدعى محمد إبحرين بجامعة إلمانية بعمق وشمولية هذا الاعتبار، حيث من بين القوى التي اشتغل عليها العدل والإحسان والعدالة والتنمية ، وسعى في ذات الدراسة في تسليط الضوء عن استراتيجية الاتصال لدى للإسلام السياسي بالمغرب.
وتذهب الخلاصات سواء الظاهرة أو الباطنة في بحث أنجزته” هنا امستردام”، في سياق التاكيد على بعض الخلاصات المذكورة اعلاه سواء تلك التي تتعلق بتجاوز المنع الإعلامي الرسمي، فمثلا رئيس الحكومة المغربي وهو الأمين العام لجزب العدالة والتنمية اشتكى في مناسبات عدة من تعاطي ا لإعلام الرسمي معه وهدد باللجوء إلى قنوات بديلة وخاصة الجزيرة او العربية، ولعل اعتماد حزبه على وسائل الاتصال الحديثة المتاحة في الانترنت تروم تجاوز هذا التقييد.
وفي حالة حزب العدالة والتنمية الحاكم لن يكون التقييد هو الدافع الوحيد، بل هناك أيضا رغبة هذاه القوة السياسية الإسلامية في بناء سلطة رمزية وسياسة لها في الفضاء العام الرقمي الذي بات فضاءا عاما حقيقا الذي تحسم فيه المعارك السياسية، إضافة ان وسائط الاتصال الحديثة تحولت بدورها إلى فاعل سياسي بمكنته ان يوفر “البروز” االلازم للقوى السياسية في الشمهد العام وان يؤير في مجرايات العراك السياسي. وبفضل هذه العلاقة بين العمل السياسي للإسلاميين المغاربة ووسائل الاتصال وخاصة تلك التي لا تستطيع أن تتحكم فيها السلطات الرسمية، تساهم في تعزيز رصيدها السياسي من الحضور والفعل مقابل قوى سياسية أخرى.
ونعرض هنا خلاصة دراسة وصفية نشرها موقع إذاعة هولندا العالمية”يتضمن إشارة إلى تقدم العدالة والتنتمية على باقي الاحزاب المغربية التقلدية في اكتساح الفضاء العام الرقمي،ويبقى ذلك مجليا لبعض مظاهر علاقة الإسلام السياسي في المغرب بوسائط الاتصال الحديثة، المذكورة. و تقدم الحزب الإسلامي الذي يقود الحكومة في المغرب على القوى السياسية المغربية الأخرى في احتلال الفضاء العام الرقمي، يعكس من ناحية علاقة السساية بوساطلة الاتصال لدى الفاعل الإسلامي وبالتالي بالاعتماد عليها بعزز هيمنته الرقمية على خصومه الفاعلين في الحقل السياسي المغربي، خصوصا وان هذا الفضاء الرقمي الجديد لا تسطيع ان تتحكم فيه السلطة الرسمية وتجلعه على مقاسات هواها السياسي .
اذاعة هنا أمستردام- أظهر البحت الذي قامت به هنا أمستردام على هيمنة حزب العدالة والتنمية على الاحزاب الاخرى في فضاء الانترنت. حيث ان أرقام الاحزاب مجتمعة لا تصل حتى الى نسبة 20 % من تواجد اخوة بنكيران في العالم الرقمي. وتظهر الارقام كذلك ان الاحزاب المغربية فشلت في جذب مستعملي الانترنت في المغرب على مواقعها. فمن 49 % من سكان المغرب الذين يتوفرون على الانترنت وفقا لبحث اجرته “أكسفورد بيزنس غروب”٬ ماي الماضي. لا تزيد زيارة مواقع الاحزاب عن 307 ألف زيارة يوميا. ويبقى اكبر الغائبين عن التصنيف هو حزب الاتحاد الاشتراكي الذي لا يتوفر على موقع اليكتروني للحزب.
أرقام صادمة
ليس من الغريب تقدم حزب العدالة والتنمية على الاحزاب الاخرى في العالم الرقمي بحكم تقدمه في الانتخابات وعدد البرلمانيين عن الاحزاب الاخرى، ولكن المثير للدهشة النتائج التي حصل عليها منافسوه السياسيون حيث ان الهوة كبيرة بين البيجيدي والآخرين. فهناك احزاب لا تحظى حتى بمتابعة المنخرطين فيها .فعلى سبيل المثال، متابعوا الاحزاب التالية على تويتر كالأصالة والمعاصرة والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية والحزب الاشتراكي الموحد يقل عن عدد المنخرطين، وفي بعض الحالات حتى أعضاء المكتب السياسي لا يتابعون الحساب الرسمي للحزب على تويتر كما يبدو من ارقام الحزب الاشتراكي الموحد.عدد متابعي حزب التجمع الوطني للاحرار على تويتر والذي لا يتعدى 1119 يظهر عدم استفادة الحزب من متابعي منصف بلخياط الوزير السابق عن الحزب والذي يعد من أكثر السياسيين متابعة بالمغرب. يحتل المغرب المرتبة 13 عربيا بالنسبة لاستخدام تويتر وهي نسبة جد ضعيفة بالنظر للإمكانيات الي يمنحها تويتر من أجل التواصل و التأثير في صناعة الرأي.
اليوتوب
تشتكي الاحزاب السياسية المغربية بنسب متفاوتة من رداءة الاعلام العمومي واحتكار الدولة للأعلام المرأي. غير ان البديل المتاح على قنوات اليوتيوب لا يحظى باستغلال الاحزاب حيث يحتل المغاربة المرتبة الثالثة عربيا من حيث استعمال اليوتوب. فباستثناء قناة حزب العدالة والتنمية التى تحظى ب 5282 منخرط فان منخرطي الاحزاب الاخرى لا يتجاوز العشرات. ويتذيل المرتبة حزب الاشتراكي الموحد بمنخرط واحد
ولعله المشرف على الموقع.
أحزاب قادمة
بلغ عدد زوار موقع حزب الاصالة والمعاصرة 33627 رغم اطلاق الموقع في يناير الماضي فقط. ليحتل المرتبة الثانية متفوقا على احزاب عريقة كحزب الاستقلال. نفس الرتبة يحتلها حزب التقدم والاشتراكية على مستوى الفيسبوك، حيث يحظى حساب الحزب على الموقع ب12394 لايك في انتظار عكس هذا التفوق على مستوى الاصوات، حيث يحتل الحزب المرتبة الخامسة على مستوى مقاعد البرلمان. يوجد في المغرب خمس مليون مستخدم للفيسبوك حسب الدراسة الصادرة عن كلية دبي للإدارة الحكومية الشهر الماضي ولكن لا يتعدى العدد 44 الف من محبي صفحات الاحزاب مجتمعة على موقع فيسبوك.
منهجية البحث
اعتمد البحث الذي قامت به اذاعة هنا أمستردام على جمع المعلومات من الحسابات الرسمية للأحزاب على المواقع الاجتماعية. بالنسبة لعدد زوار المواقع اتصلنا بالمسؤولين عن المواقع ومدونا بالإحصائيات المتوفرة على جوجل اناليتيك بالنسبة لشهر ماي. البحث استثنى مواقع الجرائد الناطقة باسم الاحزاب و مواقع التنظيمات الموازية.
