الأمم المتحدة تراهن على دور أكبر للاتحاد الأوروبي لاحتواء التوتر في نزاع الصحراء

المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء هورسلت كوهلر لقاء في بروكسيل مع مسؤولة العلاقات الخارجية والدفاع في المفوضية الأوروبية، فدريكا موغيريني

ترغب الأمم المتحدة في جعل الاتحاد الأوروبي يلعب دورا هاما في البحث عن مفاوضات السلام والحل الأخير لنزاع الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو وباقي الأطراف المعنية ومنها الجزائر وموريتانيا.

في هذا الصدد، عقد المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء هورسلت كوهلر لقاء في بروكسيل مع مسؤولة العلاقات الخارجية والدفاع في المفوضية الأوروبية، فدريكا موغيريني لمعالجة الموضوع. اللقاء جرى الأربعاء من الأسبوع الجاري، وانتهى بإعلان نية التعاون بين الطرفين في نزاع الصحراء.

وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية لجريدة القدس العربي أنه لا يوجد تصور واضح حتى الآن حول دور ما للاتحاد الأوروبي بل هناك مجموعة من المقترحات لم ترقى الى آلية للتطبيق لاسيما وأن المبعوث الجديد لم يكمل بناء الاستراتيجية التي يرغب في العمل عليها.

وكانت الأمم المتحدة حتى الأمس القريب لا تشرك الاتحاد الأوروبي في البحث عن نزاع الصحراءـ  وتترك الأمر مقتصرا على دولتين رئيسيتين وهما فرنسا صاحبة النفوذ في المغرب العربي-الأمازيغي واسبانيا وهي القوة الإستعمارية السابقة في الصحراء. كما يحضر النزاع في أجندة بريطانيا بحكم أنها عضو فيما يسمى “مجموعة أصدقاء الصحراء الغريية” المكونة من اسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا علاوة على بريطانيا، وهي مجموعة تهدف الى التنسيق في الأمم المتحدة للبحث عن حل للنزاع.

في الوقت ذاته، فضلت المفوضية الأوروبية تجنب في نزاع الصحراء خلال العقود الماضية  باستثناء الشق الإنساني لرفضها التورط سياسيا في ملف شائك قد يزيد من التوتر وليس العكس. ولهذا كانت تتجنب استقبال المبعوثين الشخصيين للأمين العام للأمم المتحدة مثل كريستوفر روس الذي حل محله هورت كوهلر.

لكن التطورات الأخيرة، ومنها تحول البرلمان الأوروبي الى ساحة للمواجهة السياسية وبل وحتى القضائية بين المغرب وجبهة البوليساريو على خلفيات الاتفاقيات الموقعة بين المغرب وأوروبا في المجال الزراعي والصيد البحري، وظهور لوبيات قوية مساندة للبوليساريو نقلت هذه الاتفاقيات أمام القضاء الأوروبي، كل هذا يجعل الاتحاد مطالب بدور حقيقي في البحث عن حل لهذا النزاع.

وتنقسم دول الاتحاد الأوروبي الى ثلاث أقسام في نزاع الصحراء، القسم الأول ويتكون من دول مثل اسبانيا وفرنسا معنية بالدرجة الأولى بالنزاع لأسباب تاريخية وجيوسياسية، وتستشير الأمم المتحدة الدولتان بانتظام. والقسم الثاني مكون من الدول وهي شمال أوروبا وعلى رأسها السويد التي تريد دورا حقيقيا للاتحاد الأروروبي في البحث عن النزاع بدل ترك الملف في يدي فرنسا واسبانيا. وتميزت هذه الدول بالميل نحو أطروحة جبهة البوليساريو وتقوم بمبادرات لصالحها ومنها معارضة الاتفاقيات المغربية-الأوروبية التي تشمل الصحراء.

أما القسم الثالث فهو التوجه الذي كانت تتبناه دول مثل بلجيكا والمانيا يطالب بإبعاد الاتحاد الأوروبي عن هذا الملف وتركه فقط في يد الأمم المتحدة، لكن برين بدأت تعيد النظر في هذا الموقف خلال السنتين الأخيرتين لاسيما بعد تعيين هورست كوهلر مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة، وهو المسؤول الذي شغل منصب رئيس جمهورية المانيا سابقا.

ونظرا لحساسة التوجه الذي يسير فيه نزاع الصحراء، ونعني احتمال تجدد المواجهات الحربية من طرف جبهة البوليساريو لتحريك الملف دوليا، تريد الأمم المتحدة تحركا جماعيا دوليا لاحتواء هذا التطور ومن ذلك إشراك الاتحاد الأوروبي في البحث عن الحل بسبب علاقاته المتينة مع المغرب العربي-الأمازيغي.

 

Sign In

Reset Your Password