استطلاع : قنصليات اسبانيا الأسوأ معاملة للمغاربة مع باقي قنصليات أوروبا وكأنها تمثيلية لجمهورية الموز

كشف استطلاع أجرته ألف بوست أن القنصليات الإسبانية وخاصة في شمال البلاد هي الأقل تعبيرا عما يعرف بالأخلاق الإدارية الأوروبية  بسبب التماطل والغموض في التعاطي مع المواطنين المغاربة.

ويشتكي عادة المغاربة من الإجراءات التي تفرضها القنصليات والسفارات الأوروبية في المغرب بشأن ملفات معينة ومنها الحصول على التأشيرة “الفيزا”، لكن مستوى الانتقادات تختلف من التمثيليات الدبلوماسية من دولة الى أخرى.

في هذا الصدد، أجرت الجريدة الرقمية ألف بوست استطلاعا خاصا وبمساعدة بعض الباحثين الطلبة في علم الاجتماع والعلاقات الدولية حول رؤية المواطنين لعمل القنصليات الأوروبية التي تدخل ضمن فضاء شينغن، اي استثناء بريطانيا.

ولم يتم اعتماد استطلاعات الرأي الكلاسيكية لكونها مكلفة ماليا وتحتاج الى فريق كبير، وفي المقابل جرى تبني منهج تقريبي باختيار عينة من 101 شخصا اعتمادا على جرد لشكاوي نشرها أصحابها في شبكات التواصل الاجتماعي بشأن القنصليات أو مغاربة نشروا في الفايسبوك  صورا التقطوها في أوروبا، مما يعني أنهم تعاملوا مع القنصليات، أو مثقفين شاركوا في تظاهرات ثقافية علاوة على آراء بعض خبراء الهجرة.

وكشف 20% من العينة أنهم حصلوا على التأشيرة من دول مثل المانيا وهولندا والسويد وبلجيكا، واعتبروا أن الشروط كانت متشددة ولكن واضحة، وعند استكمالها حصلوا على التأشيرة.

العينة الثانية، وهي الأغلبية، حوالي 25% حصلوا على التأشيرة من فرنسا، وأغلبهم من الموظفين في مختلف أسلاك الوظيفة والمهن الحرة، حيث أثنوا على وضوح الإجراءات في القنصليات الفرنسية ووجود نوع من التساهل مع الموظفين والذين لهم أسباب عائلية لزيارة أفراد عائلاتهم.

العينة الثالثة، وهي حوالي 15%،حصلوا على التأشيرة من اسبانيا، وبينما أثنى البعض على قنصليات هذا البلد في طنجة وأكادير، وجّه آخرون انتقادات قوية الى قنصليات تطوان والناضور والدار البيضاء.

وتجلت العينة الرابعة في الذين جرى رفض طلباتهم الحصول على التأشيرة، واعتمدت ألف بوست أساسا على شكاوي في مواقع الفايسبوك للمعنيين والاتصال بالبعض غبر واتساب وبريد فايسبوك.  وتم رفض أغلب الطلبات في القنصليات الإسبانية وأساسا تطوان والناضور مقارنة مع باقي القنصليات الأوروبية. وبينما كانت القنصليات الأوروبية واضحة في تعليل الرفض، فقد نهجت القنصليات الإسبانية وخاصة الناضور وتطوان تبريرات غامضة مثل التشكيك في الوثائق رغم أنها صادرة عن الدولة الإسبانية والمغربية أو الرد بأجوبة غير مقنعة.

ومن باب المقارنة، تبقى القنصليات الإسبانية الأقل احتراما لما يسمى “الروح الإدارية الأوروبية”، إذ لا تقدم تبريرات مقنعة ولا تحترم نهائيا المدة الزمنية المنصوص عليها للرد على الاستئناف ضد قرار عدم منح الفيزا، وذلك لتفويت الحق في التقدم برفع دعوى الى القضاء الإسباني ضد الحيف الإداري للقنصليات. وعلقت ناشطة حقوقية على تصرف القنصليات الإسبانية “تتصرف وكأنها جمهوريات مستقلة لا تخضع للقانون الإسباني”. ويضيف آخر “بعض القناصلة ومساعديهم يتعاطون بمزاجية مع بعض الطلبات، حيث يتحول القنصل الى دكتاتور يمنح الفيزا لمن يريد ويمنعها عما يريد وكأنه ممثل لجمهورية الموز وليس دولة ديمقراطية لديها التزامات دولية.

وإذا كانت باقي القنصليات الأوروبية تسعى في معاملاتها الإدارية الى تقديم صورة مشرفة عن أوروبا والدولة التي تمثلها في المغرب، تبقى القنصليات الإسبانية الأسوأ حتى بالمقارنة مع إدارات بعض دول العالم الثالث الدكتاتورية. لسببين:

-عدم احترام القنصليات الإسبانية للمواطنين المغاربة والتعامل معهم من باب العجرفة، وهذا يعني عدم التزام اسبانيا باحترام التعهدات التي توقع عليها أمام المنتظم الدولي ومنها احترام شروط التأشيرة. ويغيب حتى الحس الإنساني لدى القنصليات الإسبانية عندما ترفض حتى طلبات التأشيرة لزيارة الآباء والأمهات لأبناءهم.

-عدم رقي الدبلوماسية الإسبانية التي رغم تلقيها بشكاوي فهي لا تتحرك لدراسة بعض الملفات مهما كان لون الحزب السياسي الحاكم، وكأن المواطن المغربي بالنسبة لها غير جدير بالاحترام لكي تستمع لشكواه.

Sign In

Reset Your Password