“ارفعي تنورتك وانقذي حياتك” إعلان مثير للجدل تبني فيه البلاغة مكرها على التصادم مع القيم والتقاليد

مكر البلاغة في إ‘علان طبي أثار الجدل في سنغافورة

مكر البلاغة 

التوسل بالبلاغة البعيدة، والإيحاءات الصادمة  هو ما يضمن احيانا قدرة الخطاب على النفاذ إلى الألباب وشد اهتمامها، وإسقاط المستهدفين في شراك الانجذاب. ولعله  في صنوف القول التي تستهدف التحفيز والحث على الفعل  وكذلك التسويق مثل الخطابات الإعلانية والدعائية على سبيل المثال لا الحصر، يرتهن  تحقيق الاهداف التواصلية على نحو حاسم أحيانا، باعتماد خطة من القول، تتشيد  فيها الإيحاءات البعيدة  على  التصادم  الظاهري مع القيم . تحتاج البلاغة طبعا  لتحقيق ذلك،  إلى الحرية لتمارس كامل فعلها وإلى الجدل والتخاطب فيعظم  دورها،  وإلى الديمقراطية كما يذكر مؤرخوها، لتحيا ويحى الناس بها. وبالمحصلة  إنها تحتاج إلى الحياة.

 و يكشف إعلان جرى تداوله في سنغافورة ، بعنوان:” ارفعي تنورتك وانقذي حياتك” “مكر البلاغة ” في توريط المتلقي في خطاب رغم انفه، بتشييد ذاك المكر على سند من الإيحاء  البعيد ينتعش من لعبة  “الصدم الخطابية” مع القيم .

ولعل نموذجا لذلك  قد يجليه إعلان طبي في سنغافورة للحماية من السرطان

غلوبل فويس

قامت جمعية سنغافورة للسرطان بنشر إعلان مثير للجدل “ارفعي تنورتك وانقذي حياتك” في محاولة للفت نظر النساء في سنغافورة وتذكيرهن بوجود فحص مجاني لأمراض سرطان النساء وقد أثار الإعلان جدلاً واسعا حول كونه خلاقاً أو ذي تأثير فعال أو مهيناً.

ويظهر خلال الحملة نجمات سنغافورة المحليات وهن يقفن وقفة مارلين مونرو في فيلمها حكة السبع سنوات، ويمكنك أن تجد ملصق الحملة على محطات انتظار الحافلات والقطارات.

وفقاً لجمعية سنغافورة للسرطان فإن سرطان عنق الرحم يُعد واحداً من أخطر الأمراض في البلاد:

سرطان عنق الرحم يأتي في المرتبة التاسعة في السرطانات التي تصيب النساء السنغافوريات، كل عام يتم تشخيص ٢٠٠ امرأة به وتموت ٧٠ منهن ، بالرغم أن نسبة الوقاية والشفاء منه عالية جداً. بدءاً من الأول من شهر مايو وحتى آخره يمكن لكل نساء سنغافورة اللائي تتراوح أعمارهن ما بين ٢٥ – ٦٩ الحصول على فحص مجاني بكل العيادات المشاركة في الحملة على نطاق الجزيرة.

١٧٨ عيادة على الأقل توفر فحصاً مجانياً هذا الشهر، غير أن ردود الأفعال تجاه الإعلان قد تباينت، حيث مدحه البعض لكونه ملفتاً وظن البعض الآخر

إعلان “إرفعي تنورتك وانقذي حياتك” لنشر الوعي حول سرطان عنق الرحم. الصورة من صفحة جميعة سنغافورة للسرطان على فيسبوك.

يعتقد صاحب مدونة Everything Also Complain أن مجرد تذكير بسيط بأنه سوف يكون هناك فحوصات مجانية كان يمكن أن يكون كافياً.

لماذا تستعمل عنواناً مثيراً للجدل بهذه الطريقة لتلفت نظر السيدات السنغافوريات بينما استعمال كلمة من ستة أحرف مثل مجاناً هذه الكلمة السحرية التي تجعل السنغافوريين يصطفون لساعاتٍ طويلة من أجل الحصول على أشياء لا يريدونها حتى وإن كتبت بحرف صغيرة وخط قبيح.

 وتقول مسلمانة على مدونتها:

إن الفكرة من وراء إعلان كهذا هو لفت انتباه الرجال بجعلهم يسترقون النظر، ويعتقد من كتب الإعلان بأن التورية قلما تنجح عندما تستخدم في الإعلانات، بينما يعتقد آخرون بأن استخدام الإيحاءات الجنسية في الإعلانات ليست بفكرة جيدة في الإعلانات التي تحمل رسالة مهمة.

ماهي الكلمة المناسبة التي قد تلفت انتباه العقلية السنغافورية لمثل هذا الإعلان؟ للحملة القادمة أقترح هذا الإعلان:

فحوص مجانية!

سيجذب هذا انتباه النساء ويجعلهن يقمن بالتسجيل للفحوصات المجانية.

موقع مستر بروان يدعم الجملة غير أنه غير سعيد بشعارها ويقول:

أنا مع التوعية بسرطان عنق الرحم ولكن أيعقل أن نستخدم شيئاً مثل “ارفعي تنورتك وانقذي حياتك”؟

إذا وصلنا لهذه الدرجة لم لا نقول “باعدي بين رجليك وانقذي حياتك”؟

أو “اخلعي بنطالك وانقذي حياتك”

على أية حال بغض النظر عن هذا السجال فإن السرطان أحد الأمراض الخطيرة التي يتوجب علينا تنبيه الناس إلى وجود فحوصات مجانية بشأنها خلال الشهر الجاري.

ويكتب ويلسي جانتر لمحطة بريك فاست مدافعاً عن الإعلان:

إذا كان إعلان كهذا قد يجعل النساء يذهبن للقيام بفحص مجاني لأنه استرعى انتباههن وأنقذ حياتهن ألا يكون قد حقق هدفه المنشود؟

الشيء المحزن بهذا الأمر هو أن هذه المحاولة الخلاقة تم اغتيالها قبل أن ترى النور وتحظى بفرصتها لمعرفة ما إذا كانت ستنجح أم لا.

وتقول ليندا بلاك إحدى العارضات المشاركات في الإعلان بأنها فخورة جداً بنجاح الحملة وأضافت:

إنني فخورة جداً بنجاح الحملة وأعتقد أنها الصور التقطت وتم تعديلها طريقة جميلة تحمل قضية صحة المرأة في عمقها، أنا أؤيد ذلك وسأدافع عن هذا وقراري بأن أكون جزءاً منه.

الحملة لاقت نجاحاً كبيراً – الكثير من الناس يتحدثون عنها أو سمعو عنها لقد قمنا ببذر الخير: متى كانت آخر مرة أجريتن فيها فحوصات، أليس شيئاً رائعاً في هذا البلد أن تهتم السلطات بكن بما فيه الكفاية لدرجة جعل الفحوصات مجانية؟

أنه إعلان للموضة أو إحدى وسائل التنحيف، بينما أعتبره آخرون مبالغاً في الإيحاء الجنسي.

Sign In

Reset Your Password