احتراما لروح المقاومة يجب إزالة تمثال ليوطي من واجهة قنصلية فرنسا في الدار البيضاء

تمثال ليوطي في القنصلية الفرنسية

يعد مقتل المواطن الأمريكي جورج فلويد في منيابوليس بولاية منعطفا منذ أسابيع في محاربة الفكر العنصري والاستعماري، وترتب عن هذه الجريمة موجة من التنديد رافقتها عملية إزالة تماثيل شخصيات استعمارية وعنصرية في مختلف القاراتويعد المغرب من الدول القليلة في العالم التي تعرضت للاستعمار وما زال يرخص لتمثال أحد رواد الاستعمار الفرنسي وهو الماريشال ليوطي.

وبدأت شوارع المدن الغربية تخلو من التماثيل التي تمثل حقبا سوداء في تاريخ البشرية ومنها تلك التي تمجد العنصرية والاستعمار بل وهناك إرادة لإزالة تماثيل لشخصيات ساهمت في بناء أوطانها مثل تشرشل الذي انتصر في الحرب العالمية الثانية على هتلر لكنه يبقى من المجرمين الذين ارتكبوا جرائم في دول مثل الهند وإفريقيا بسبب الاستعمار.  وتفكر الولايات المتحدة في إزالة تماثيل لجنرالات في أكاديميات عسكرية بسبب تاريخهم الأسود في الدفاع عن العبودية في هذا البلد، ومسبقا جرت عملية إزالة الكثير من التماثيل بما فيها مكتشف أمريكا كريتوفر كولون.

ويعد المغرب ربما من الدول القليلة في العالم الذي يرخص لتمثال وسط القنصلية الفرنسية في الدار البيضاء بعدما كان في السابق وسط العاصمة قبالة المحكمة الابتدائيةورغم عمليات التجميل التاريخي الذي تقوم بها جهات في البلد وفرنسا، يعد الماريشال ليوطي شخصية استعمارية قتلت مئات الآلاف من المغاربة إبان العقد الثاني والثالث من القرن الماضي بمبرر إرساء الأمن” بموجب اتفاقية الحماية المشؤومةعمليات نهب وسلب لممتلكات المواطنين وعمليات قتل واغتصاب، وهناك صور تذكارية استعمارية كانت فرنسا تتغنى فيها بقطع ؤروس المقاومين.

قد يدعي البعض أن القنصلية فضاء خاص بالسيادة الفرنسية لكن الاتفاقيات الخاصة بالتمثيليات الدبلوماسية تنص على تجنب كل ما يمس شعور الدول التي تحتضن التمثيلية، وغالبية المغاربة، ربما استثناءات قليلة جدا، ترفض هذا التمثال لتجسيده حقبة سوداء بل ووجوده في الفضاء المفتوح للقنصلية يشاهده المغاربة يوميا

لقد كانت القنصلية الإسبانية في تطوان تتوفر في واجهتها الرئيسية أمام ساحة المهدي على شعار للنظام الفرنكاوي، ولم يكن ملفتا نظرا لحجمه الصغير، ولكن ما أن بدأ مناضلون في المدينة يحتجون ويطالبون بإزالته حتى أقدمت على إزالة الشعار خلال السنة الماضية في صمتوكانت اسبانيا قد أزالت من شوارعها تماثيل فرانكو وغيرت أسماء عدد من شوارعها التي كانت تحمل أسماء شخصيات تنتمي الى المنتصرين في الحرب الأهلية.

لا يمكن الدفاع عن استمرار تمثال ليوطي في واجهة القنصلية الفرنسية في الدار البيضاء، لقد رحل مهزوما بعد حرب ورغة، حيث تكبد خسائر على يد قوات محمد عبد الكريم الخطابي وعوضه الماريشال بيتان الذي سيخون فرنسا لاحقا.

 وعليه، جاء الوقت لكي تزيل فرنسا هذا التمثال لأنه يشكل استفزازا للشعب المغربي، وإذا لم تفعل على الدولة المغربية وعلى الشعب المغربي التشديد على ذلك، استمرار التمثال يوميا هو استفزاز لروح المقاومين الذين دافعوا عن هذا الوطن.

Sign In

Reset Your Password