إقالة ترامب لبولتون تخفف ضغط واشنطن على المغرب في ملف الصحراء

جون بولتون

أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستشاره في الأمن القومي جون بولتون الاثنين من الأسبوع الجاري، ويعتبر من أشد المدافعين عن جبهة البوليساريو، وهذا يعني تخفيف الضغط على المغرب بعدما كان قد أثر في قرارات الأمم المتحدة حول الصحراء.

وجاءت إقالة جون بولتون بسبب اختلاف التوجهات بينه وبين الرئيس ترامب. وكان تعيينه في منصب مستشار الأمن القومي مثيرا للإستغراب بحكم تعارض أفكاره وتوجهاته مع ترامب والبنتاغون. إذ ينتمي بولتون الى المدرسة التي تعتقد في استعمال الحرب لإثبات هيبة وسيادة الولايات المتحدة. ويعد من أشد المدافعين عن الحرب الأمريكية ضد العراق، ويطالب باستعادة تراث جورج بوش الإبن واستكمال مخطط تغيير الشرق الأوسط بالهجوم على إيران ثم سوريا والانتقال الى كوريا الجنوبية وتطبيق عقيدة مونرو في القارة الأمريكية بطرد الصين وروسيا وتغيير الأنظمة وعلى رأسها فنزويلا.

بينما ينتمي ترامب الى المدرسة التي لم تعد تأبه كثيرا بالشرق الأوسط باستثناء دعم إسرائيل  انطلاقا من معتقدات دينية تؤمن بأن هذا الدعم سيعمل على عودة المسيح وبالتالي إرضاء القاعدة الانتخابية الإنجيلية. ويؤمن ترامب بمحاربة الصين اقتصاديا لكي لا تتفوق على الولايات المتحدة ومحاربة الهجرة اللاتينية لضمان سيطرة البيض الأمريكيين.

وكان تعيين بولتون قد خلق قلقا كبيرا للإدارة المغربية بحكم ماضي هذا السياسي في نزاع الصحراء. فقد عمل الى جانب المبعوث الشخصي السابق في ملف الصحراء جيمس بيكر، وهو صاحب مخطط بيكر الذي ينص على الحكم الذاتي لخمس سنوات ثم إجراء الاستفتاء. وواجه إدارة الرئيس جورج بوش الإبن عندما كان سفيرا في الأمم المتحدة ما بين سنتي 2005-2006 وطالب بالضغط على المغرب لكي يقبل استفتاء تقرير المصير.

وبعد تعيينه في منصب مستشار الأمن القومي، عمل على التأثير في عمل قوات المينورسو في الصحراء، حيث نجح في تقليص مهام البعثة من سنة الى ستة أشهر والتركيز على حقوق الإنسان. وفي وقت بدأت روسيا تتبنى مواقف مقلقة للرباط في نزاع الصحراء، تعتبر إقالة بولتون هامة للغاية للإدارة المغربية.

Sign In

Reset Your Password