في أسوأ عمل إرهابي ضد المسلمين في الغرب، مقتل 49 مصليا في مسجدين في نيوزيلندا

صورة مركبة لأحد المسجدين وصور الشرطة والمصابين

لقي على الأقل 49 شخصا حتفهم في هجوم نفذه متطرفون إرهابيون ضد مسجدين في مدينة كريستشورش في نيوزيلندا خلال صلاة الجمعة، وقد جرى اعتقال أربعة أشخاص من ضمنهم امرأة يعتقد في وقوفهم وراء هذه الجريمة الإرهابية.

وتفيد صحافة نيوزيلندا في مواقعها الرقمية بمقتل أربعين شخصا في مسجدين مختلفين من مساجد المدينة، حيث لقي 35 شخصا حتفهم في مسجد دين آف كما أصيب 20 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، ولقي 14 آخرين حتفهم في مسجد لينوود. وقام أحد المهاجمين، وفق الصحافة، بالنقل المباشرة لعملية الاعتداء التي نفذها ضد أحد المسجدين، وكان غاصا بالمصلين. ويوجد قلق من ارتفاع حصيلة القتلى بحكم تعرض العشرات للرصاص مباشرة، ويوجد البعض منهم في وضع شديد الخطورة.

وصرحت رئيسة الحكومة جاسيندا أردين للصحافة أنه جرى اعتقال أربعة أشخاص من ضمنهم امرأة، ولم يكونوا ضمن لائحة المشتبه فيهم بالتطرف. مشددة على أن الأمر يتعلق بعمل إرهابي.

وتوجد نويزيلندا في حالة صدمة وترقب من تطورات هذا الاعتداء الإرهابي، حيث لم تشهد من قبل اعتداءات إرهابية. وفي الوقت ذاته، يعد أسوأ اعتداء إرهابي في الغرب، حيث لم يحدث أن ترتب عن هجوم سقوط ضحايا بهذا الحجم.

هوية الإرهابي الرئيسي وتبريراته

بدم بارد وعلى أنغام الموسيقى ارتكب الأسترالي برينتون تارانت مذبحة ضد المصلين خلال صلاة الجمعة في مسجدين بمدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا اليوم الجمعة، متذرعا بالانتقام لضحايا هجمات ارتكبها مسلمون ومهاجرون في أوروبا.

بدأ تارانت تصوير جريمته بمنتهى الهدوء من داخل سيارته، مرتديا دروعا واقية وزيا عسكريا وخوذة، قائلا “دعونا نبدأ هذه الحفلة” ثم سحب واحدة من البنادق الآلية وعددا من خزائن الذخيرة، متوجها مباشرة صوب مسجد النور في المدينة، حيث كانت شعائر صلاة الجمعة قد بدأت للتو.

إطلاق النار لم يتوقف تقريبا طوال الفيديو الذي امتد لنحو 15 دقيقة، والذي بثه القاتل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أطلق النار على كل من قابله، وطارد الفارين من المسجد، ودخل مصلى السيدات، ليسقط ما لا يقل عن أربعين قتيلا، والعديد من الجرحى، بحسب أحدث الإحصائيات.

تارانت الذي يدعم أيديولوجية اليمين المتطرف ويتبنى سياسة معاداة المهاجرين، يبلغ من العمر 28 عاما، وينتمي للطبقة العاملة ولأسرة فقيرة، بحسب ما كتبه عن نفسه في بيان مطول من 73 صفحة “أنا رجل أبيض من الطبقة العاملة لكنني قررت أن اتخذ موقفا لضمان مستقبل لشعبي”.

وشرح القاتل في بيانه الذي جاء بعنوان “البديل العظيم” أسباب ارتكابه لهذه المذبحة، مشيرا إلى التزايد الكبير لعدد المهاجرين الذين اعتبرهم محتلين وغزاة، كما فسر سبب اختياره لهذا المسجد تحديدا، وهو أن عدد رواده كثيرون.

ويقول “إن أرضنا لن تكون يوما للمهاجرين. وهذا الوطن الذي كان للرجال البيض سيظل كذلك ولن يستطيعوا يوما استبدال شعبنا”.

وزعم أن ارتكاب المذبحة جاء “لانتقم لمئات آلاف القتلى الذين سقطوا بسبب الغزاة في الأراضي الأوروبية على مدى التاريخ.. ولأنتقم لآلاف المستعبدين من الأوروبيين الذين أخذوا من أراضيهم ليستعبدهم المسلمون”.

Sign In

Reset Your Password