في سابقة خطيرة وغريبة من نوعها، أقدمت الشرطة المغربية على اعتقال الصحفي وناشر جريدة أخبار اليوم، توفيق بوعشرين بناء على ما يفترض أنه شكايات من طرف مواطنين. وهناك تخوف من أن تؤدي هذه التطورات الى الاعدام المسبق لجريدة أخبار اليوم كما جرى مع الجريدة الرقمية بديل باعتقال مديرها حميد المهداوي.
واقتحمت الشرطة مقر الجريدة مساء يومه الجمعة ونقلت توفيق بوعشرين الى مقر الفرقة الوطنية للشرطة في مدينة الدار البيضاء للتحقيق معه بناء على شكايات تقدم بها مواطنون، وفق بيان النيابة العامة، ولم يتم تقديم توضيحات حول مضمون الشكايات.
وارتفعت أصوات محامين يعتبرون عملية الاعتقال خطيرة بكل المقاييس. وأكد المحامي المعروف امحمد خليفة أن عملية اعتقال بوعشرين غير مسبوقة في تاريخ المغرب، مبرزا في تصريحات لليوم 24 “لم يسبق في تاريخ المغرب أن اعتقلت النيابة العامة مواطنا بناء على شكايات من مواطنين”، مضيفا: “لم يسبق أن تم اعتقال شخص مع إخفاء التهمة المنسوبة اليه”، مشددا على أن المسطرة الجنائية لا تسمح بهدا الاعتقال، خاصة بالطريقة التي تم بها.
ورغم أن الصحفي ليس فوق القانون، تخلف طريقة اعتقال توفيق بوعشرين دهشة وتنديدا في المجال الحقوقي والسياسي والاعلامي مع بعض الاستثناءات المعروفة. وتعكس شبكات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك تساؤلات وتنديدا بعملية الاعتقال. ومن ضمن ما أثار التساؤل إرسال قرابة 20 شرطيا لإيقاف بوعشرين بدل استدعاءه ومنع الصحفيين من البقاء في مقر الجريدة.
وتعتبر جريدة أخبار اليوم من أهم المنابر الاعلامية في الوقت الراهن ومن التجارب الرائدة في تاريخ الصحافة المغربية. وتتميز بخط إعلامي جريء في معالجة قضايا الواقع السياسي وخاصة علاقة المال بالسلطة والسياسة. وتنشر تقارير ومقالات رأي مزعجة للغاية للكثير من الجهات.
ويوجد تخوف حقيقي أن يترتب عن اعتقال مديرها توفيق بوعشرين، أحد أبرز المحللين للشأن المغربي، نهاية هذا المنبر الاعلامي لاسيما وأن المشهد السياسي المغربي شهد تجارب سلبية للغاية وآخرها ما أسفر عنه اعتقال حميد المهداوي الصيف الماضي من إنهاء تجربة الجريدة الرقمية “بديل” المعروفة بخطابها الانتقادي للاختلالات في القضايا الاجتماعية وحرية التعبير.