لا تنوي الجزائر التخلي عن استعمال أنبوب الغاز الذي ينطلق من أراضيها ويمر عبر المغرب نحو اسبانيا لأسباب استراتيجية منها الرهان على الرفع صادراتها الى السوق الأوروبية في وقت تحول في الغاز الى سلاح في العلاقات الدولية.
وكانت الجزائر قد قررت العقد الماضي تشييد خط أنبوب غاز ينطلق من منطقة وهران ويصل الى ألمرية الإسبانية “ميدغاز” وقد دخل حيز الخدمة، وأرادت جعله بديلا للأنبوب الذي يمر عبر المغرب، وبررت قرارها حينئذ بعدم ربط صادراتها بهذا الأنبوب الذي يمر من أراض دولة تجمعها بها مشاكل أكثر من التعاون.
وعادت الصحافة الجزائرية مؤخرا الى التركيز على هذا الموضوع، وتكهنت بقرب نهاية أنبوب الغاز الذي ينطلق من الجزائر الى منطقة طنجة ومن هناك بحرا في مضيق جبل طارق الى اسبانيا.
وفي تطور ملفت، أكد المدير التنفيذي لشركة سونطراك الجزائرية للمحروقات عبد المومن ولد قدور يومه الأحد الماضي في ندوة صحفية استمرار الجزائر في الرهان على أنبوب الغاز ، بل وتعجب من الأخبار التي تفيد بإخراجه من الخدمة. بل وأكد قرار رفع صادرات من ثمانية الى عشرة مليار متر مكعب لتلبية الطلب الأوروبي.
وبدأ الغاز يتحول الى مصدر هام للطاقة في العالم وارتفع الطلب عليه، وتراهن الدول الأوروبية على الرفع من وارداتها من الغاز الجزائري وعدم الارتهان بشكل كلي الى الغاز الروسي خاصة بعدما حولت موسكو الغاز الى سلاح في العلاقات الدولية. وتراهن دول جنوب أوروبا مثل إيطاليا واسبانيا وكذلك فرنسا على الغاز الجزائري.