فرنسا تضمن مصالحها في المغرب عبر استقبال طلبة مغاربة وهو ما لم تنجح فيه اسبانيا

الملك محمد السادس رفقة الرئيس الفرنسي إمانويل ماركون في لقاء خلال أبريل 2018

من ضمن العوامل التي تحافظ بها  فرنسا على وجودها الاقتصادي والسياسي والثقافي في المغرب هو استيعابها للطلبة المغاربة، وهو ما لم تنجح فيه دول أخرى منافسة مثل اسبانيا أساسا التي تقدمت في التبادل التجاري لكن يبقى هشا بدون أسس.

في هذا الصدد، كشفت الوكالة الفرنسية للنهوض بالتعليم العالي والاستقبال والحركية الدولية عن عدد الطلبة المغاربة المتواجدين في فرنسا خلال الموسم الماضي حيث تجاوزوا 38 ألف طالب مغربي من المغاربة الذين قدموا من المغرب للدراسة ولا يتعلق الأمر بأبناء المهاجرين أو المتجنسين المقيمين في هذا البلد الأوروبي. ويتصدر الطلبة المغاربة لائحة الطلبة الأجانب وفي المركز الثاني الصينيون بأكثر من 38 ألف ثم الجزائريون ب 26 ألف والتونسيون بحوالي 13 ألف. ومن المنتظر أن تكون هذه النسبة قد ارتفعت نسبيا لأن كل سنة يرتفع عدد الطلبة المغاربة ببضع آلاف.

ويتوزع الطلبة المغاربة على الدراسات العليا في التجارة ثم الهند ثم إنجاز أطروحة الدكتوراه في مختلف التخصصات ومنها العلمية أساسا. ويلجأ المغاربة الأغنياء الى الدراسة في فرنسا بدل المغرب خاصة وأن المغرب لا يوفر فرص الدراسة بالشكل الكافي.

ولا يقتصر تأثير هذا العدد الكافي فقط على المجال التعليمي والأكاديمي بل يتعداه الى مجالات أكبر وهي السياسية والثقافية والاقتصادية. إذ أن وجود نسبة هامة من المغاربة ذوي الشهادات العليا في مختلف مرافق الدولة المغربية يعتبر لوبيا فرنسيا حقيقيا تضمن به باريس توازنا في العلاقات المغربية-الفرنسية، يجنب العلاقات أزمات ثنائية، ويعزز من موقع فرنسا الاقتصادي في المغرب بشكل قوي للغاية.

وهذه الدعامة الأكاديمية تجعل فرنسا في موقف قوي بشأن منافسة دول أخرى لها وخاصة اسبانيا. فقد فشلت اسبانيا في تقليد سياسة فرنسا التعليمية لأن جامعاتها غير جذابة للمغاربة، وفي الوقت ذاته، تفتقد اسبانيا لسياسة تعليمية ذكية لجلب الطلبة المغاربة لأنها تعمل على تغليب الجانب الأمني الى مستوى يوجد تشكيك في عدم رغبة اسبانيا مساعدة المغرب في التقدم. وتوجد مفارقة حقيقية، رغم القرب الجغرافي بين البلدين، لا تعمل اسبانيا على تسهيل تأشيرة الدراسة للمغاربة. ومن نتائج هذا الوضع، تراجع عدم تقدم اللغة الإسبانية نهائيا في المغرب رغم برامج مدريد في هذا الشأن لأنها ضحية الهاجس الأمني. في الوقت ذاته، انفجار الأزمات بين الحين والآخر بين البلدين. وقد تقدمت اسبانيا في صادراتها نحو المغرب خاصة مع احتساب التهريب من سبتة ومليلية لكنها لم تتقدم في باقي العلاقات.

Sign In

Reset Your Password