أنهى الأمير هاري وعقيلته ميغان ماركل الاثنين من الأسبوع الجاري زيارة الى المغرب استغرقت ثلاثة أيام وتميزت بطابعها الاجتماعي، لكنها تدخل ضمن استراتيجية لندن الانفتاح على المغرب ومنطقة شمال إفريقيا بعد البريكسيت، مغادرة الاتحاد الأوروبي.
واعتاد أمراء العائلة البريطانية لعب دور سفراء بلادهم في نسج العلاقات مع مختلف الدول ومنها الأنظمة الملكية. وتأتي زيارة الأمير هاري وعقيلته ضمن هذه الاستراتيجية إلا أنها في حالة المغرب تأخذ طابها سياسيا أكثر بكثير من الطابع الاجتماعي الذي تميزت به الزيارة ظاهريا.
وكانت الدولة البريطانية قد وضعت برنامجا خاصا بتقوية العلاقات مع منطقة شمال إفريقيا بعد الخروج من البريكسيت، ومن ضمن الدول الرئيسية هي المغرب بحكم أن العلاقات بين بريطانيا والجزائر متطورة نسبيا بسبب اعتمادها على الطاقة. وتوظف بريطانيا في الاستراتيجية الجديدة ثلاثة محاور وهي: المحور الاجتماعي، والمحور الجامعي ثم الإعلامي.
وتهتم بريطانيا منذ ثلاث سنوات بملفات اجتماعية في المغرب مثل تقديم مساعدات وتكوين نشطاء المجتمع المدني وتركز أساسا على المجال القروي. كما تحاول تخصيص ميزانية مهمة للتشجيع على التبادل الثقافي والتعاون العلمي الجامعي بين البلدين. وأخيران جعل بي بي سي بمختلف شعبها الراديو والتلفزيون والموقع الرقمي مساندا لهذا الانفتاح.
ونجحت بريطانيا في الرهان على التعاون الاجتماعي، فقد قطعت أشواطا بعدما كانت غائبة عن هذا المجال. وتحاول تطوير التعاون الجامعي لكن اللغة الإنجليزية ما تزال عائقا بحكم رهان الكثير من المغاربة على الفرنسية.
وقد فشلت في المجال الإعلامي، وأكد مصدر من لندن لجريدة ألف بوست أنه كانت هناك توصيات من الخارجية بالإنفتاح أكبر على المغرب وشمال إفريقيا، لكن هذه الاستراتيجية فشلت حتى الآن لسببين، الأول وهو غياب العنصر المغاربي في هيئات بي بي سي بالعربي، وكذلك بسبب غياب خبراء كبراء من الصحفيين البريطانيين في منطقة شمال إفريقيا. ويتجلى العنصر الثالث في معارضة اللوبي المشرقي وخاصة المصريين لهذا الانفتاح خوفا من تحول بي بي سي الى نسخة أخرى من فرانس 24 الفرنسية، أي تركيز كثيرا على شمال إفريقيا.