في حرب بيانات يظهر أنها بدات تاخذ مكانها على اجندة العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، ردت الحكومة الجزائرية امس في بيان لها على مضمون بيان مغربي صدر أمس الأول الخميس، ينتقد فيه الشروط التي تضعها الجزائر لفتح الحدود البرية مع المغرب، واتهمت الخارجية الجزائرية في معرض ردها المغرب بخرق تفاهمات تخص التطبيع المتدرج للعلاقات الثنائية بين البلدين الجارين.
واشار بيان الخارجية الجزائرية إلى ان الرباط “خرقت تفاهمات” جرى الاتفاق عليها بين المغرب والجزائر خلال زيارة الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية و التعاون المغربية ناصر بوريطة في فبراير الماضي.
ومضى بيان الخارجية الجزائرية يوضح انه خلال زيارة المسؤول المغربي تلك جرى :” تقييم مع الصراحة والصدق اللازمين للمسار الكامل للعلاقات الثنائية وتحديد مشترك للظروف والعوامل التي يمكن أن تسهم في التكثيف التدريجي للتشاور بواقعية، ووضع إطار أسلم وهادئ لتطوير العلاقات الثنائية الجزائرية المغربية”.
وعرض من جهة اخرى بيان الحكومة الجزائرية ما اعتبره مظهرا آخر من مظاهر خرق للتفاهمات بين البلدين التي خرقها المغرب وتتعلق، حسب البيان، بقضية المخدرات حيث اتهمه” بالتخاذل” في التعاون مع الجزائر في مكافحتها. وقالت الخارجية الجزائرية بخصوص هذه النقطة :” على خلاف توقعاتنا ببذل الطرف المغربي لجهود في التعاون من أجل مكافحة المخدرات، فإن الجهود لم تكن كما كنا نأمل، وكميات السموم البيضاء والمخدرات التي تُهرب إلى الجزائر بلغت الآن أبعادا مزعجة وأرقاما مقلقة، وفقا للبيانات التي تصدرها الهيئات الأمنية والدرك الوطني”.
ويرى بيان الخارجية الجزائرية ان الخروقات المغربية للتفاهمات الثنائية من اجل تطبيع العلاقات بين البلدين امتد ت لتشمل “تبنيه حملة تشويه تستهدف الجزائر”، وقال البيان في هذا الصدد:” ”بعد عدة أشهر، وجدنا أن حملة التشويه التي يقودها المغرب ضد الجزائر للأسف لم تتوقف، بل أخذت منحى أكثر خطورة في شكل تهديدات تلوح ضد السلامة الإقليمية للجزائر، وبتصرفات غير مسؤولة من بعض السياسيين، بعضهم يشكلون جزءا من الائتلاف الحكومي”.
وبخصوص النقطة التي يتفرق عندها سبل البلدين على نحو جذري وهو ملف الصحراء، أعرب بيان الخارجية الجزائرية أن المغرب ” يصر على جعل مسالة الصحراء قضية مركزية في العلاقات الثنائية:” معربا ان ذلك التمسك ياتي على الرغم من تفاهم ثنائي كان يحث على “إبقاء قضية الصحراء في إطارها الأممي”.
وجاء بيان الحكومة الجزائرية الذي أصدرته امس خارجيتها ردا على بيان للخارجية المغربية انتقدت فيها شروط الجزائر المعنلة مؤخرا في بيان لحكومتها حول فتح الحدود بين البلدين. وتضمن بيان الخارجية المغربية الذي صدر أمس الاول الخميس تنديدا قويا بما اعتبرته” رهنا لفتح الحدود البرية يبن البلدين بشروط” ،واصفا تلك الشروط ” بغير المفهومة ولا أساس لها”. وعبرت الخارجية المغربية في ذات البيان عن” أسفها الشديد إزاء هذه المواقف”واصفة إياها “بالمتجاوزةفي منهجيتها وغير المبررة في محتواها”، وشددت في ذات الوقت على أن مجرد وضع الشروط على نحو أحادي الجانب” لتطبيع العلاقات الثنائية يعد ممارسة ماضوية”.
وجاء بيان المغرب بدوره ردا على بيان سابق للخارجية الجزائرية ربطت فيه مسألة فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ العام 1994، بشروط ثلاث هي وقف حملة التشويه ضد الجزائر التي يباشرها بعض السياسيين وبعض وسائل الإعلام المغربية حسب البيان الجزائري، والتعاون في ملف المخذرات، إضافة إلى ضرورة احترام الرباط لموقف الجزائر من ملف الصحراء.