بدأت أصوات شخصيات محسوبة على الطبقة السياسية الكلاسيكية في التحذير من تدهور الأوضاع العامة في البلاد نتيجة التراجعات السياسية وحرية التعبير وتدهور الوضع المعيشي.
وفي هذا الصدد، وفي إطار نشاط احتضنته مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد نهاية الأسبوع الماضي حول تجربة التناوب السياسي في أواخر التسعينات بقيادة عبد الرحمان اليوسفي، قال الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية إسماعيل العلوي “أظن أن المستقبل غير مشرق والحالة غير مرضية بالمغرب، إن لم نتحرك قد يتحول الأمر إلى ما لا يحمد عقباه”.
وفي تنبيه آخر، قال الأمين العام السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية محمد اليازغي في انتقاده لغياب أدوات تحديث المشهد السياسي المغربي، وفي تقييم للوضع الحالي ” أرى ضبابية كبرى في الوضع الراهن، لقد وصلنا إلى وضع سيء جدا”.
واستطرد قائلا ” حتى الحركات السلمية المهمة التي ظهرت في الريف وجرادة وزاكورة، الجميع يتفرج عليها من أحزاب وحكومة، إذن كيف نفسر هذا لقد وصلنا إلى وضع سيء جدا”.
وتعتبر هذه التصريحات تحذيرا حقيقيا من طرف شخصيات سياسية تولت مناصب قيادية في أحزابها وتولت تسيير الشأن العام في حكومة التناوب، وهي ليست بالتصريحات الصادرة عن نشطاء من المجتمع المدني. وتتزامن مع تدهور الأوضاع العامة في البلاد حيث انفجرت انتفاضات مطالبة بتحسين الأوضاع في كل من الريف وجرادة وزاكورة، وهناك مؤشرات بوقوع احتجاجات في مدن أخرى لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد وتخلي الدولة عن دورها في توفير الرعاية الصحية والتعليم.