يأمل المغرب في موقف ودي من واشنطن في نزاع الصحراء بعد وصول جون بولتون الى منصب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض وهو المعروف بميوله لصالح تقرير المصير ودفاعه عن جبهة البوليساريو.
وقام وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة هذا الأسبوع بزيارة الولايات المتحدة وإجراء مباحثات مع مسؤولي الخارجية وعلى رأسهم الوزير مايك بومبيو ثم جون بولتون، ولم يكشف الكثير من المعطيات حول مضمون اللقاء. وفي المقابل، أدلى بتصريحات دالة للغاية للجريدة الرقمية بريبارت الأمريكية بقوله بدعم مختلف رؤساء الولايات المتحدة خلال العقدين الأخيرين أيدوا مقترح الحكم الذاتي حلا للصحراء، ومبرزا على ضوء هذا “لقد حان الأوان اليوم للانتقال من التصريحات إلى الفعل. إذا كنتم تعتبرون المخطط جادا وذا مصداقية وواقعيا، فماذا بوسعكم القيام به، عمليا، للمضي قدما نحو الأمام”.
ويعترف ناصر بوريطة ببقاء الدعم الأمريكي عند التصريحات وعدم الضغط كثيرا على المغرب في الأمم المتحدة، وهذا يكشف عدم تبني واشنطن الحكم الذاتي إلا من الناحية البروتوكولية على مستوى القمة في البيت الأبيض، بينما يوجد أنصار للحكم الذاتي في مستويات الخارجية والدفاع لكن دون ترجمة .

وتاريخيا، بقي الدعم الأمريكي محدود للغاية، فمن الناحية العسكرية، وضعت الولايات المتحدة شروطا على الأسلحة المغربية في استعمالها في حرب الصحراء، وسياسيا، كادت في بعض الأحيان أن تفرض على المغرب وضعا صعبا، كما حدث عندما أراد المبعوث الشخصي للأمين العامك للأمم المتحدة جيمس بيكر فرض مشروع “جيمس بيكر 2” على المغرب وينص على الحكم الذاتي أربع سنوات والانتقال الى إجراء استفتاء تقرير المصير. ثم محاولة واشنطن تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما سنة 2013، وهو ما تسبب في أزمة بين الرباط وواشنطن، وقام المغرب بإلغاء مناورات عسكرية في طانطان.
وتوجد تساؤلات حول الموقف الذي ستتخذه واشنطن الشهر المقبل بمناسبة الصدور المرتقب لقرار جديد حول الصحراء، حيث تضغط في اتجاه تسريع الحل السياسي والتهديد بتجميد عمل قوات المينورسو. وترغب واشنطن في فرض مفاوضات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو على أمل التوصل الى اتفاق يمهد للحل.
ويصدر هذا التوجه الجديد على الأقل على المستوى التقني في ظل وجود جون بولتون المؤيد لتقرير المصير، ويبقى مصدر القلق الحقيقي. في هذا الصدد، وكان بولتون مساعدا للمبعوث الشخصي للأمين العام في نزاع الصحراء، جيمس بيكر.
وتولى منصب سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ما بين سنتي 2005 و2006، وكان قاسيا مع المغرب في مجلس الأمن. وألف كتابا حول رؤيته السياسية والملفات التي عمل فيها وهو بعنوان “الاستسلام ليس حلا” وخصص فيه فصلا عن الصحراء دافع فيه عن استفتاء تقرير المصير، ووجه انتقادات قاسية الى إليوت أبراهام مستشار الأمن القومي لجورج بوش سنة 2006 الذي كان يدافع عن عدم الضغط على المغرب حفاظا على الملكية.