ينفتح اليمين الألماني أكثر على المهاجرين المسلمين بعدما صرح وزير خارجية هذا البلد الأوروبي فرانك شتاينمير بإدماج النساء الموظفات في سلك الدبلوماسية، يتشدد اليمين الفرنسي وعلى رأسه المعتدل حيث يقود الرئيس السابق نيكولا ساركوزي حملة لمنع الحجاب في الجامعات ويعي مسألة التغذية الحلال في المدارس الى واجهة النقاش.
وكانت المحكمة العليا الألمانية قد أصدرت حكما الأسبوع الماضي يقضي برفع الحظر عن استعمال الحجاب للمعلمات في المدارس. وبعد مرور أيام، وبالضبط يوم الأربعاء 18 مارس الجاري يصرح وزير الخارجية بأن الحجاب لا يعتبر عائقا أمام التوظيف في سلك الدبلوماسية الألمانية.
ويؤكد في تصريحات نقلتها إذاعة المانيا الدولية منذ أيام اهتمام وزارة الخارجية الألمانية بإدماج شباب ألمان في الدبلوماسية ليكون جسورا مع الثقافات التي ينحدرون منها ولتطوير الخارجية. وقال في هذا الصدد “الحجاب لن يكون عائقا أمام التوظيف”.
ومقابل انفتاح المانيا على النموذج البريطاني والأمريكي الذي يقوم على الحرية الدينية المعقولة، يتشدد النموذج الفرنسي وخاصة اليمين في هذه القضايا ويخلق توترا حقيقيا في فرنسا.
ويتزعم نيكولا ساركوزي التشدد في منافسة مع اليمين المتطرف بزعامة ماري لوبين، حيث يطرح منع الحجاب في الجامعات الفرنسية، ويتشدد في قضية التغذية في المدارس الابتدائية والثانويات بشأن اللحم الحلال.
ويساهم ساركوزي في توتر وسط المجتمع الفرنسي في وقت يعمل الجميع على الوحدة بعد العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد ضد شارلي إيبدو يوم 7 يناير الماضي.
ويوجه زعيم الحركة من أجل الديمقراطية فرانسوا بايرو عبر قناة التلفزيون بي إم تيفي انتقادات قوية لساركوزي بسبب التوتر الذي يسببه وسط المجتمع الفرنسي بشأن الحجاب والتغذية، ويقول في تصريحات يومه الخميس ساخرا “ساركوزي يريد وضع اللائكية حتى في صحون التلاميذ الصغار في المطاعم المدرسية”.
وتابع أن ساركوزي يتبنى استراتيجية التصريحات والمواقف العنيفة التي تقسم المجتمع الفرنسي، ولا يقتصر فقط على الحجاب أو التغذية في المدارس بل في ملفات أخرى لا تحمل أي طابع ديني.
وهكذا، فقد بدأت المانيا تميل الى النموذج الأنجلوسكسوني في الاندماج مركزة على الاندماج الثقافي والسياسي وغير عابئة بمظاهر مثل الحجاب، بينما تتشدد فرنسا في المظاهر مثل الحجاب على حساب الاندماج الثقافي والفرص أمام الفرنسيين المسلمين والمهاجرين عموما.