في ظرف وجيز للغاية، تحولت العربية السعودية الى دولة مارقة في أعين المنتظم الدولي بينما أصبح ولي العهد محمد بن سلمان ينعت بالبلطجي والمجرم في الصحافة العالمية، وذلك رغم الخدمات التي قدمتها هذه الدولة للغرب تاريخيا.
ويمارس الغرب ضغطا كبيرا على العربية السعودية بعدما تأكد تقريبا تورطها في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي منذ أسبوعين في القنصلية السعودية في اسطنبول التركية. ويتفاجأ الرأي العام كيف تنهال الاتهامات والضغوطات على الرياض لتساهم في التحقيق في جريمة تنسب الى ولي العهد محمد بن سلمان كانتقام من مقالات هذا الصحفي في جريدة الواشنطن بوست.
ونشرت جريدة نيويورك تايمز وجريدة الواشنطن بوست مقالات قاسية المضمون في حق النظام الدكتاتوري السعودي، واتبعت الصحافة البريطانية خطها، بينما شبكات التواصل الاجتماعي في العالم ولاسيما في العالم العربي تشن حملة قوية ضد الرياض.
ولم تتردد عواصم الغرب مثل واشنطن ولندن وباريس وبرلين في مطالبة الرياض بتوضيحات بل وهددت بعقويات صارمة للغاية في حالة التأكيد الرسمي لتورط الدولة السعودية في هذه الجريمة البشعة، أي الغدر بصحفي وقتله بطريقة بشعة. وفي ظرف أيام قليلة، استيقظت السعودية على واقع جديد في علاقتها بالعالم ومن أبرز سماته:؛
في المقام الأول، الرأي العام العالمي يمقتها بسبب سياستها التي تضرب بعرض الحائط القيم الديمقراطية والإنسانية.
في المقام الثاني، اكتشفت العربية السعودية أن لا وزن لها استراتيجيا رغم ما يقال عن مخزونها النفطي الذي يتحكم في اقتصاد العالم ورغم الصفقات التي تعقدها مع الدول الغربية.
في المقام الثالث، وجدت السعودية نفسها يتيمة الاعلام للدفاع عن صورتها، فرغم استثمارها في وسائل إعلام عربية ودولية، فلم تنفع في وقت الشدة لأن صورتها الآن في الاعلام الدولي هي دولة مارقة وولي العهد بلطجي بمرتبة أمير.