تواجه الأمم المتحدة ضغطا قويا في نزاع الصحراء من طرف البوليساريو الذي يهدد بالعودة الى حمل السلاح، والمغرب الذي يعلن رفضه لكل المبادرات باستثناء الحكم الذاتي ويعلن كذلك منع لزيارة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس للصحراء.
وشكلت الذكرى الأربعين للنزاع في نسخته الثانية بين المغرب وجبهة البوليساريو بدعم من الجزائر بعدما كانت النسخة الأولى منذ الخمسينات حتى 1975 بين المغرب والبوليساريو، فرصة لتعرض الأمم المتحدة لمزيد من الضغط. ويأتي هذا الضغط في وقت تعتبر فيها الأمم المتحدة نزاع الصحراء قد وصل الى مرحلة تتطلب معالجة جديدة وجذرية.
في هذا الصدد، وفي حوار مع جريدة لفنغورديا الإسبانية نشرتها ليلة السبت 7 نوفمبر الجاري، قال زعيم جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز في رده على سؤال ارتفاع أصوات وسط صحراويين تنادي بالعودة الى الحرب “اعتبرني واحدا من هؤلاء الصحراويين ، فخيار العودة إلى الكفاح غير مستبعد ، وهو واحد من عدة خيارات سيتم طرحها في مؤتمر الجبهة القادم منتصف شهر ديسمبر”.
ويبرر زعيم الجبهة احتمال قرار العودة الى الحرب باتهام الأمم المتحدة بالضعف في مواجهة المغرب. ويطالب الأمم المتحدة بأخذ الاعتبار موقف الجبهة والمنتظم الدولي لتفادي حرب على مشارف أوروبا. ويقدم مقارنة بما يعتبره اعتراف 80 دولة بجبهة البوليساريو بينما لا تعترف بمغربية الصحراء أي دولة في العالم.
وفي الجانب الآخر، فاجأ المغرب الأمم المتحدة بتصريحات عبر وزيره في الخارجية صلاح الدين مزوار بمنع المبعوث الشخصي للأمين العام في نزاع الصحراء كريستوفر روس من زيارة مدن الصحراء مستقبلا.
وقال في تصريحات لوكالة إيفي يوم السبت 7 نوفمبر الجاري بأن المسؤولين المغاربة يوجدون في الرباط ولا داعي لكي يزور العيون، فهذا كان من الماضي.
ويضاف هذا التصريح الى خطاب الملك محمد السادس ليلة 6 نوفمبر بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، بتأكيده على أن الحكم الذاتي هو أقصى ما يمكن أن تنتظره الأمم المتحدة من المغرب من تنازل كحل في نزاع الصحراء.
وبهذا، تجد الأمم المتحدة في السنة التي رغبت في تحويلها الى منعطف للبحث عن حل لنزاع الصحراء أمام غياب أي ليونة من المغرب والبوليساريو، الأول يتشبث بالحكم الذاتي والثاني يهدد بالعودة الى حمل السلاح.
عزيزي (ة) القارئ (ة): ساهم في نشر ألف بوست في شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك