الشعور بالصدمة والذل والحكرة والغبن، الشعور بضياع الوطن وتلاشي المستقبل وتغيير لون علم البلاد الى الأسود بدل الأحمر، تعابير ومصطلحات استعملها المغاربة في انتفاضة تاريخية في شبكات التواصل الاجتماعي للتنديد بالأحكام القاهرة التي صدرت في حق نشطاء الريف خلال اليوم المشؤوم 26 يونيو 2018.
هذا اليوم سيبقى عالقا في أذهان المغاربة، مثله مثل يوم توقيع ما يسمى السلطان حفيظ على اتفاقية العار الاستعمارية التي تسمى تلطيفا اتفاقية الحماية سنة 1912، مثل ليلة الزلزال الذي ضرب أكادير أو ذلك اليوم المشؤوم الذي وقع فيه ما يسمى السلطان يوسف على ظهير يرخص للإسبان والفرنسيين ضرب الريف بالغازات السامة.لا يوجد أي منطق نهائيا يمكن الاستعانة به لفهم الأحكام القاسية التي صدرت في جق نشطاء الريف وبلغت 20 سنة وتجاوزت الاعتقالات 780 شابا.
إن هذه الأحكام هي نتيجة تفكير بوليسي ضيق يسيطر على بعض الأطراف في الدولة ويرى في كل مكان المؤامرة تلوى المؤامرة ويعتقدون في أنفسهم “المسيح المنقذ” لكسب المشروعية رغم أن انتفاضة الريف كانت سلمية بشكل لم يشهد تاريخ المغرب من قبلها انتفاضة جماهيرية دون أن تخلف قتلى وجرحى أو تدمير الممتلكات العامة.
إن هذه الأحكام تعتبر اغتصابا للوطن واغتصابا للريف لا تقل عن اغتصاب الفرنسيين والإسبان للمغرب خلال حقبة الاستعمار، وذلك للأسباب التالية:
-تعد اغتصابا للوطن وغير عقلانية لأنها تصدر في حق شباب ذنبهم الوحيد هو المطالبة بالعيش الكريم في وطن يجب أن يتسع للجميع.
-تعد اغتصابا للوطن لأن هذا الأخير يتعرض للنهب الممنهج والسرقة الموصوفة ولاختلاس الشنيع، وفق التقارير الوطنية والدولية، وتصمت الدولة عن الذين جعلوا من بنوك سويسرا وبنما والجزر العذراء قبلة لهم وتحاكم الشرفاء، وجعلوا دولة عريقة ذات أمجاد تشحذ على الخليجيين الصدقة باسم المساعدات.
-تعد اغتصابا للوطن لأن المسؤول الأول عن البلاد الذي هو الملك اعترف بفشل التنمية وتساءل عن مصير الثروة، وها هو قضاء الدولة التي يديرها يصدر أحكاما همجية في حق ضحايا سياسة التنمية الفاشلة.
-تعد اغتصابا للوطن لأن السياسة الفاشلة دفعت بمئات الالاف من المغاربة للهجرة ووفاة الآلاف منهم في البحر خلال السنين الأخيرة، وحكمت، مع الأسف، على جزء من نساء المغرب بممارسة الدعارة في الخارج، الآن هذه السياسة تسجن أحرار الوطن من من عملوا على تنبيه الدولة والمجتمع الى فشل المشروع التنموي والتردي المطلق لأسس الأمة.
إن ما يحدث في الوطن ، إن ما تشهده البلاد،إن ما تتعرض الأمة المغربية يتطلب ويستوجب يقظة الضمير المغربي الحر لإنقاذ الوطن من الاغتصاب من طرف الذين لا مروءة ولا شرف لهم.