تبرز معطيات علمية وجود جراثيم وفيروسات موجودة في الفضاء الخارجي ويمكن أن تصل إلى الكرة الأرضية في أي لحظة خاص عبر الصواريخ التي تطلقها البشرية، وتعد أخطر بكثير من الفيروسات والأمراض لموجودة على الأرض، وقد تسبب في اختفاء البشرية بأكملها إذا انتشرت على كوكب الأرض. وبهذا الاكتشاف يكون العلماء قد فجروا جدلاً جديداً حول جدوى غزو الفضاء أو وصول البشر إليه وما إذا كان ذلك قد يؤدي إلى نهاية الحياة على كوكبنا، أو ما إذا كان البشر بذلك يقومون بتدمير أنفسهم بأيديهم.
وبينما يواصل العالم محاربة جائحة “كوفيد-19” اكتشف علماء من جامعتي أبردين وإكستر في بريطانيا أن أجسامنا لن تكون لديها فرصة مقاومة الجراثيم والفيروسات الموجودة في الفضاء الخارجي. وأوضحت ورقة بحثية نشرت شبكة “روسيا اليوم” لمحة عنها، أوضحت كيف أن جهاز المناعة لدى الثدييات، ومنها البشر لا يمكن أن يقوى على مقاومة الفيروسات والجراثيم والأمراض الموجودة في الفضاء الخارجي، أو التي تنتشر في الكواكب الأخرى. ووجد العلماء أن “هذه الجراثيم التي تتواجد في الكواكب الأخرى تختلف اختلافا جوهريا عما يوجد على الأرض”.
وأشاروا إلى أن السبب في عدم قدرة البشر على مقاومة هذه الجراثيم “يرجع إلى أن الأحماض الأمينية للجراثيم خارج كوكب الأرض -لبنات البناء لجميع أشكال الحياة- يمكن أن تكون مختلفة تماما عن تلك الموجودة في كوكبنا”.
وقالت المعدة الرئيسية للدراسة، الدكتورة كاتيا شايفر، من جامعة إكستر: “افترضنا أن أشكال الحياة التي تطورت في بيئة من أحماض أمينية مختلفة، قد تحتويها في تركيبها”. ومع وجود الماء السائل في الكون، من الممكن تماما أن تكون الميكروبات تطورت في مكان آخر خارج الكوكب.
ولمعرفة ما إذا كانت الجراثيم الغريبة ستشكل تهديدا للبشرية أم لا، اختبر فريق البحث مدى نجاح الخلايا المناعية للثدييات عند ملامستها للأحماض الأمينية النادرة على الأرض، ولكنها شائعة في الفضاء الخارجي.
وبعد تجربة الفئران، التي لديها استجابة مناعية مماثلة للبشر، وجدوا أن الاستجابة المناعية للتنوع خارج الأرض، كانت “أقل كفاءة” بمستويات 15 في المئة و61 في المئة مقارنة بـ82 في المئة و91 في المئة بشكل طبيعي.
واختتمت شايفر حديثها قائلة: “لذا، فإننا نتوقع أن الاتصال بالكائنات الحية الدقيقة خارج الأرض قد يشكل خطرا مناعيا للمهمات الفضائية، التي تهدف إلى استعادة الكائنات الحية من الكواكب الخارجية والأقمار”.
يشار إلى أن ملايين البشر يعانون حالياً من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي بدأ يغزو البشر اعتباراً من بداية العام الحالي، فيما فقد مئات الآلاف حياتهم بسبب هذا الفيروس، ولا تزال كل الطاقات العلمية في العالم تحاول التوصل إلى لقاح أو علاج لهذا المرض دون جدوى.